باربرا كارتلاند: الكاتبة المعجزة التى كتبت 723 رواية!

كيف تعرفَّتُ على باربرا كارتلاند؟

كانت بداية معرفتي بالكاتبة الشهيرة جدًا” باربرا كارتلاند” في سني مراهقتي، حيث كنتُ ألتهم معظم ما كان يصدر من المؤسسة العربية الحديثة، والشهيرة بمشروع القرن، والذي أخرج لنا العديد من سلاسل الجيب؛ مثل: رجل المستحيل، وملف المستقبل، وما وراء الطبيعة، وغيرها من السلاسل النافعة الماتعة. وكان من السلاسل المقربة إلى قلبي سلسلة كتابي للراحل العظيم حلمي مراد، والتي تعرفتُ فيها على روائع الأدب العالمي، وكان من ضمن من تعرفت عليهم كاتبة تُدعى: باربرا كارتلاند، حيث قرأتُ لها روايتين بعنوان: الحب هو الكنز، والمفتون. وكانت من الروايات اللطيفة فعلا.

باربرا كارتلاند تواصل الكتابة، وتدخل عصر الكمبيوتر بشجاعة برغم سنها الكبيرة.

تمرُّ الأيام والسنين، ثم يتبين لي بأن باربرا كارتلاند ليست كاتبة عادية؛ بل هي معجزة أدبية بكل المقاييس.

انتظر معي؛ وخذ نفسًا عميقا، ولننطلق.

بطاقة شخصية

ماري باربرا هاميلتون كارتلاند، والمولودة في برمنجهام بإنجلترا، عام 1901، والتي عمرَّتْ طويلا فى عالمنا الفاني، ثم غادرته عام 2000، حيث عاشت 98 عامًا، مع ملاحظة أنها  أعطت للأدب 75 عامًا من عمرها، وربما أكثر قليلا؛ فقد صدرت روايتها الأولي Jig-Saw سنة 1923، وتخصصتْ فيها في الروايات الرومانسية.

وفكرة التخصص هذه مبهرة، حتى يُقال أنها كانت تكتب رواية كل أسبوعين. نجحت روايتها الأولى، وحققت نجاحا كبيرا، وزاد الطلب عليها.

نحن نتكلم عن مؤلفة كتبت 723 رواية، وباعتْ أعمالها 750 مليون نسخة، وهناك من يقول بأنها باعتْ حوالي ملياري نسخة، وتُرجمتْ رواياتها إلى 38 لغة، وهي تُعدُّ واحدة من أكثر عشر كُتَّاب مبيعًا في التاريخ.

هذا بالإضافة إلى أنها كتبتْ تحت أسماء مستعارة، ولم تكتب روايات فقط؛ بل كانت لها إسهامات في المسرح والشعر والأوبريتات والمقالات.

في عام 1976 دخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، والسبب يا رفاق أنها كتبتْ 23 رواية في ذلك العام!

والعجيب أن فترة السبعينات والثمانينات كانت الأكثر غزارة في إنتاجها الأدبي، وهو بخلاف الأدباء الذين يكتبون بغزارة فى شبابهم، ثم يبدأ معينهم ينضب فى خريف العمر.

والمبهر أكثر أن بعد وفاتها تركت ما يربو على 160 مخطوطة لم تُنشر، حتى أنك تتساءل: أية شرارة سحرية كانت تقدح زنادها بداخل تلك المرأة؛ حتى تكتب بكل هذا الحماس والهمة والنشاط دون أن تتوقف حتى وفاتها. يمكنك أن تطلع على قائمة أعمالها المبهرة من خلال هذا الرابط.

ولم يقتصر أدبها فقط على الروايات فحسب، بل تجاوزه إلى كتابة سير ذاتية عن شخصيات عامة شهيرة، وكتب سيرة ذاتها عن حياتها نفسها.

هل انتهت مفاجآت بابرا كلارتلاند عند هذا الحد؟

كلا؛ فقد كان لها حضور طاغ فى عالم السياسة، بداية من كتابها سيرة ذاتية عن رئيس الوزراء ونستون تشرشل، ثم انتخبت كعضو في مجلس مقاطعة هيرتفوردشاير، لمدة تسع سنوات قامت بأعمال جليلة؛ مثل: حملة ناجحة لإصلاح دار المسنين، وتحسين رواتب القابلات، وغير ذلك.

كذلك أصدرت ألبوما موسيقيا، بالإضافة إلى العديد من التكريمات كأيقونة أدبية ملء السمع والبصر في إنجلترا.

بدأت صحة باربرا تتدهور وهي فى منتصف التسعينات من عمرها، وخصوصا بصرها، قبل أن تتوفي بعد ثلاث سنوات تقريبا، وقد أكملت 98 عاما فى حياة مثيرة صاخبة مليئة بالأحداث والإنجازات، والحقيقة أن الإحاطة بحياة شخصية مثل باربرا كارتلاند يحتاج للكثير جدا من الوقت والمقالات. فليرجع للشبكة العنكبوتية من يريد معرفة المزيد من حياتها.

من أقوال باربرا كارتلاند اللطيفة:

“السبب في أن الأزواج الإنجليز هم أفضل أزواج؛ لأنهم يريدون أن يكونوا مخلصين فحسب، بينما يستيقظ الفرنسي  أو الإيطالي فى الصباح ويتساءل أية فتاة سيلتقى بها، بينما يستيقظ الرجل الإنجليزي ويتساءل عن نتيجة لعبة الكريكيت”.

لو أعجبك المحتوى؛ فلا تنس الاشتراك فى المدونة، ولو رأيت المحتوى نافعًا؛ فقم بنشره إن أمكن.

أضف تعليق